الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

سرّ الحياة


سأعترف أنّني في بعض الأحيان أميل للهروب من الاحتفال بالذكريات اليوبيليّة، ٥٠ سنة زواج على سبيل المثال، أو بالأحداث الجديدة، كولادة طفل جديد في عائلتنا. هذا لا يعني أنّني لا أهتمّ لأمرها، لكنّني لا أبالغ في ردّات فعلي. لأنّ هذه الأحداث بالنسبة لي هي مجرّد سياق بديهيّ في حياتنا… الأولاد يولدون في كلّ يوم، ومعدّل الأعمار المرتفع يعني أنّ الناس سيحتفلون بعيد ميلادهم الخمسين بشكلٍ بديهي… حتّى أنّنا نستطيع أن نقول أنّ عيد الميلاد الثمانين بات نوعًا ما اعتياديّ. لكن ما وصلتُ إلى إدراكه مؤخّرًا، أنّ هذه الاحتفالات الّتي لطالما تغاضيت المشاركة فيها، ما هي إلّا احتفالات بمعجزات حياتنا اليوميّة بحقّ!
نعم، قد يكون التقدّم في العمر، والولادة مجرّد ضرورة بيولوجيّة وحسب. لكن علينا أن نحتفل بمقدرة أحّدهم على العيش لفترةٍ تُناهز القرن بما يحمله من تاريخ واختباراتٍ شخصيّةٍ. وعلينا أن نسبّح الله على إبداعه في تكوين هذه المنظومة المعقّدة والرائعة الّتي تكوّنت في أشهر، وأبصرت النور وأصبحت إنسانًا على صورة خالقه. وأمام حقيقة أنّ هذه الأمور تحدث في كلّ يوم، علينا ألّا نغفل عن سرّ الحياة الّذي يقدّمه الله لنا. هذا السرّ الّذي على الرغم من اعتياديّته، ما زال يأثرنا كلّما تأمّلنا به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق