السبت، 28 نوفمبر 2015

الأب أندره دالْفِرْني

إنّه الأب أندره دالْفِرْني، من مواليد مدينة تُولُون بجنوب فرنسا يوم 11/04/1907.
كان والده ضابطًا استُشهد في خدمة وطنه، ممّا كان له أثر في شخصيّته التي اتّسمت بالبذل والعنفوان. تخرّج عند اليسوعيّين في مدرسة مُونْغرِيه والتحق برهبانيّتهم في الثامنة عشرة من عمره يوم 29/10/1925. 
andre-d-alvernyوبعد أربع سنوات أُرسل إلى بلدة بكفيّا في جبل لبنان حيث درس العربيّة مدّة غير قصيرة (من 1929 إلى 1933) حتى  ملك ناصيّتـها. بعد رسامته كاهنًا في 14/08/1938، وفي إثر رحلة إلى تونس للقيام ببعض الأبحاث، اضطّرته الحرب الكونيّة إلى أن يظلّ هناك (1942-1945) فأسّس مدرسة أدار شؤونها ثلاث سنوات، وسلّمها بعد ذلك إلى مَن يُتابع رعايتها، وعاد إلى لبنان حيث أمضى بقيّة عمره.
دارت حياة الأب دالفرني وتركّز نشاطه على محورين أساسيّين: التربية وتعليم العربيّة. فما إن عاد إلى لبنان حتى تسلّم إدارة مركز تعليم لغة الضاد في بكفيّا، فبقي في هذه المهمّة طوال تسع عشرة سنة، وقد تخرّج على يده عدد كبير من الرهبان اليسوعيّين وسواهم، إضافة إلى مُستشرقين ودبلوماسيّين غربيّين. وكان لا يكتفي بتدريس اللغة بل يتطرّق أيضًا إلى ما يشرّع أمام طلابه أبواب معرفة الحضارة العربيّة والإسلاميّة. وقد دوّن خبرته الطويلة هذه وتمرّسه في تعليم الترجمة، إن في بكفيّا أو في معهد الآداب الشرقيّة التابع لجامعة القدّيس يوسف ببيروت، في عدد من المقؤلّفات سيأتي ذكرها.
أمّا في حقل التربية فقد تولّى مدّة نحو عشرين سنة إدارة مدرسة تكميليّة لرهبانيّته في بكفيا تميّزت باعتمادها أساليب تربويّة تنمّي في الطلّاب حسّ المبادرة والشعور بالمسؤوليّة والالتزام. وترافق ذلك مع تشجيعه حركة الكشفيّة في البلدة المذكورة وفي لبنان وكان من أوائل مؤسّسيها فيهما، كما كان من أوائل المنخرطين في صفوفها بفرنسا في العام 1921.
توفي في الثامنة والخمسين وقد أنهكته الأشغال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق